لم تكن كلمة الاستنساخ كلمة جديدة أو مهجورة ولكنها طفت على السطح عندما أعلن أيان ويلموت وزملاؤه في معهد روزلين باسكوتلاندا عن نجاح استنساخ نعجة من خلايا ضرع أنثى بالغة، وما لبثت أن تصدرت كلمة الاستنساخ الصفحات الأولى من الجرائد والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة، حتى أن عامة الناس تناقلوها عن خبرة ودراية. وما أن وصلت دوللي أشهر حيوان مستنسخ على الإطلاق حتى هاج العالم وماج وأراد الكل أن يدلي برأيه طمعا في أن ينال قطعة من الكعكة. وعموما فإن كلمة الاستنساخ تشير إلى نسخة وراثية مطابقة تماما لأحد الجزيئات أو خلية أو نبات أو حيوان أو الإنسان ذاته. وفي حقيقة الأمر فإن الاستنساخ ليست بدعة حديثة العهد ذلك أن وجود نسخة متطابقة وراثيا أمر شائع في علم البيولوجيا وقد مارسه الإنسان دون أن يعلم منذ أن عرف الزراعة فقد كان يقوم بإكثار بعض النباتات باستخدام جزء منها (كالعقلة أو الدرنة) وهذا أمر له أساسه العلمي بل إن الأمر أقدم من ذلك عند غير النباتات فهذه الخلية البكتيرية يمكنها عن طريق الانقسام الثنائي البسيط أن تعطي نسخه متطابقة لها تماما. إلا أن الفيروس يقوم باستنساخ نفسه بشكل أكثر وضوح...