هناك كثير من المواقف التي تمر على الإنسان، قد يهتم
فيستفيد منها أو لا تعنيه فلا يهتم لأمرها. هنا في هذه السطور القادمة اختبر نفسك
جيدا هل ستهتم فتستفيد أو ان الأمر لا يهمك ولا يعنيك. هذا الموقف الذي سأطرحه
عليكم قد يكون موجود فعلا أو على الأقل سنراه قريباً.
في أحد الشوارع تسير امرأة في كامل صحتها وحيويتها خلف
كرسي متحرك تجلس عليه إمرأه أخري، للوهلة الأولي سيأتي في الأذهان أن سيدة صغيرة
تسير بأمها العجوز حيث الأماكن التي ترغب في زياتها، ولكن ما يثير الدهشة أن الأم
العجوز هي من تسير خلف الكرسي وللأسف الشديد ابنتها الشابة هي القابعة على الكرسي.
وهذا أمر يدعو للعجب، ولكن ما السبب؟ وكيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟
السبب التي تشتكي منه الأم هذه الأيام، أن الابنة اعتادت
الجلوس والراحة وأن الأم هي من تقوم بكل الأعمال وحتى بعد أن شب الأبناء والبنات، فالأم
دائمة الحركة والعمل، على عكس أولادها يحبون عمل الأشياء من جلوس، مما جعلهم عجزة في
ريعان الشباب لما أصابهم من أمراض من كثرة الجلوس. ويتضح أن أصل المشكلة التي
بسببها وصلت هذه الفتاه لتلك الحالة هو الكرسي.
سنتحدث اليوم عن مخاطر هذا الكرسي الذي يسبب المشاكل
الصحية الكثيرة التي إذا أصابت الإنسان قد لا يستطيع التخلص منها. أكثر الناس
قعودا هم أكثر الناس المعرضين للأمراض الخطيرة فعلي سبيل المثال لا الحصر:
·
حدوث أزمات قلبية بسبب الدهون المتراكمة علي جدر الأوعية
الدموية.
·
السكرى فكثرة الجلوس يقلل من نشاط هرمون الأنسولين في
الجسم فيزداد نسبة السكر في الدم.
·
السرطان فعندما يقل نشاط الجسم ويقل نشاط هرمون
الأنسولين فتقل نشاط مضادات الأكسدة وهذا يؤدى لنمو الخلايا المرضية.
·
البدانة فالعضلات لا تقوم بعملها التي من خلاله تقوم
بحرق الدهون واستهلاك السعرات الحرارية.
حتى وان كنت ممن يمارسون الرياضة فاعلم أن الدراسات اثبت
أنها لا تفيد الجسم ما دمت مستمر في الجلوس لأكثر من 8 ساعات يوميا. وتوصل باحثون
من جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن الجلوس طويلا يؤثر على مناطق مهمة بالمخ.
فالحقيقة قد تكون مؤلمة لأن الدراسات اثبت إن الجلوس لفترات طويلة قد يؤدى إلى
الوفاة المبكرة لذلك أفضل الطرق للوقاية من هذه الأمراض هو الحركة مثل المشي أو
ركوب الدراجة أو صعود السلم.
كما أظهرت دراسة أمريكية أن مخاطر الجلوس لفترات طويلة
لا تقل عن مخاطر التدخين، لذلك أطلقوا عليه "التدخين الجديد" لان الأمراض
الناتجة عنه لا تقل خطورة عن أضرار التدخين، كما أطلق عليه حديثا "مرض
الجلوس".
ولكن لن نضع النظارة السوداء حتى النهاية فهذا الداء
الذي صنعناه بأنفسنا له دواء بإذن الله لكن الأهم هو المتابعة والاستمرار حتى
تحافظ على صحتك، ومن اهم هذه الخطوات:
·
عمل بعض التمارين أثناء الجلوس.
·
تغير وضع الجلوس باستمرار.
·
القيام قليلا من مكان العمل.
·
عند التحدث في الهاتف تحرك قليلا إن أمكن.
·
تناول كمية مناسبة من الماء.
·
اتباع نظام غذائي صحي.
·
الإقلاع عن التدخين.
حاول إن تتخلص من عاداتك القديمة وأوجد لنفسك أسلوب جديد
في الحياة حتى تحمى نفسك من أضرار أنت في غنى عنها. قال الله تعالي: وَلَا
تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ
يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (البقرة: 195).
إيمان محمود
ليسانس دراسات
إسلامية - جامعة الأزهر - مصر
فعلا أصبح ظاهرة أن الأم هى من تقوم بجميع المهمات والأولاد يجلسون مثل الضيوف يجب أن تتغير هذه الثقافة لأن الام بذلك تدمر مستقبل أولادها وتجعلهم فرع شجرة ضعيف لا يحتمل أى هواء فينكسر
ردحذفصدقت القول ... جزاكم الله خيرا على المرور
ردحذفاللهم أصلح حال المسلمين
ردحذفمقال يصف فعلاً الواقع
شكرا على المرور
ردحذفيا ليت قومي يعلمون، ومن بعد العلم يأتي العمل، اللهم أصلح أحوالنا يا رب العالمين.
ردحذفاللهم امين ... جزاكم خيرا على التعليق
ردحذفاللهم اشف مرضى المسلمين
ردحذف