التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من فضلك ابتسم ...

توجد الكثير من النصائح التي يوصي بها العلماء لحفظ صحة الإنسان وراحته، على الرغم أن الأعمار بيد لله ولا أحد يعلم متى تأتى ساعة الأجل إلا أن الإنسان دائم البحث لمعرفة ما ينفع صحته. ومن الأشياء التي لن تكلفك شيء ولكن ستعطيك الكثير؛ الابتسامة.  وسنتعرف معا على فوائد الابتسامة، والتي منها أنواع تظهر حسب المشاعر والمواقف التي يتعرض لها الإنسان فهناك مثلا ابتسامة التفاؤل كما في قوله تعالي “وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ ضَاحِكَةٞ مُّسۡتَبۡشِرَةٞ (عبس:38-39) وابتسامة المتعجب فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا (النمل: 19). 
فوائد دينية
حثنا ديننا الإسلامي الحنيف عن الابتسامة وكذلك طلاقة الوجه والبشاشة فقد كان رسولنا الكريم (ص) أكثر الناس تبسما، فقد روى الترمذي عن أبي ذر قول رسول الله (ص) تَبَسُّمُك في وَجْه أَخِيك لك صدقة. فما أروعها من ابتسامة لا تكلفك شيئاً وتؤجر عليها. نجد دائما أن أكثر الناس جاذبية من كان وجهه مبتسم. وحتى تكون الابتسامة بمعناها المقصود لابد أن تكون حقيقية نابعة من القلب صافية ليست من الخارج فقط.
فوائد صحية
وأظهرت بعض الدراسات اللطيفة أن الابتسامة لن تكلف الكثير ولا تحتاج لأكثر من 17 عضلة، وفي المقابل نجد أن عكس الابتسامة العبوس والتجهم فما بالك بهذه الكلمة التي تعطيك إيحاء بالكأبة والضيق، فقد اثبت العلماء أن العبوس يساعد بشكل كبير في ظهور التجاعيد في الوجه خصوصا حول العينين، كما انه يحتاج إلى 43 عضلة. فتدبر!
وفي دراسة أخرى أظهرت أن شعور المرء بالسعادة يقي من الإصابة بنوبات القلب والسكتة الدماغية وجميع أمراض العقل، كما انه يقوي المناعة وقد يطيل عمر الإنسان بأمر الله. والسبب وراء ذلك أنها تفرز كميات من مادة البيتااندوفين التي تحسن من الحالة المزاجية وتعمل كمسكن طبيعي للألم يشبه تأثيره مخدر المورفين ويعوق إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرنالين والكورتيزون وينشط الغدد اللمفاوية التي تهاجم الخلايا السرطانية. كما أن الابتسامة تعمل على إفراز السيروتوين الذي يعرف بـ "هرمون السعادة ".
لذلك هناك كثير من الدول المتقدمة والشركات العالمية تنفق الكثير من الأموال من أجل تدريب موظفيها على الابتسامة في وجه العملاء. فهناك مثل صيني شهير يقول: “إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً"
فوائد اجتماعية
وعلى عكس ما يعتقد بعض الناس أن الابتسامة قد تنقص من قدرهم وتقلل من شأنهم، فقد ذكر الكاتب والمحاضر الأمريكي "ديل كارنيجى" - في كتابه كيف تكسب الأصدقاءْ وتؤثر في الناس - "ما يقال عن أن سر النجاح يكمن في العمل الجاد والكفاح فلا أؤمن به متى تجرد من الإنسانية اللطيفة المتمثلة في الابتسامة اللطيفة". فيكفي أن الابتسامة تكسر الحواجز وتزيل الهموم وتبعث الأمل في النفوس وهي مفتاح القلوب وطريق النجاح. وللفيلسوف الإنجليزي جون لوك "الوجه المبتسم شمس ثانية". وفوق ذلك فهي من هدى نبينا (ص) كما روى الترمذي عن عبد الله بن الحارث: ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول الله (ص).
وبعد ...
هذه دعوة للابتسامة والترويح عن النفس فما أحوجنا إلى هذه الابتسامة الصادقة التي تعيننا علي تحمل أعباء الحياة وضغوطها فهي علاج أساسي لأمراض العصر فلا تجعل الفرصة تضيع منك اجعلها في سلوكيات حياتك. لذلك من فضلك ابتسم، دمتم في سعادة وسرور.

إيمان محمود
ليسانس دراسات إسلامية - جامعة الأزهر - مصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشار أو الزعتر الإسباني

أنصح بزراعة هذا النبات في شُرفة كل بيت. إنه الشار نبات عشبي معمّر من العائلة الشفوية التي تضم أيضًا النعناع والزعتر والمريمية والريحان وهو نبات من أروع النباتات وأكثرها قيمة غذائية وطبية وهو من النباتات الطبية والعطرية السهل جداً زراعتها في شرفة المنزل والاستفادة منها مباشرة. اسمه العلمي Plectranthus amboinicus   وأوراقه بيضاوية سميكة وعصارية هشة ولها رائحة عطرية طيبة ينمو بسرعة ويتشعب كثيراً ويمتد في الأرض ويصلح أن يكون من النباتات المتدلية له تسميات كثيرة منها الزعتر الإسباني، الزعتر الفرنسي، النعناع المكسيكي، لسان الثور الهندي، الأورجانو الكوبي، زهرة الغمد العطرة وهو يختلف عن الزعتر البلدي المعروف وهو ينبت في الطبيعة في جنوب السعودية وفي اليمن ويسمونه الشار ويزرع بشكل واسع في بلاد الهند وفي جنوب شرق آسيا ويستخدم في الطهي في منطقة البحر الكاريبي والهند وماليزيا، كما ينمو في المناطق شبه المدارية أو المعتدلة الدافئة بما في ذلك نيبال وسريلانكا وبورما واجزاء من شرقي أفريقيا، ويزرع أيضا كنبات للزينة لرائحته الطيبة وحالياً يزرع بشكل واسع في إقليم جوجارات بالهند من أجل استع...

نعمة اسمها المخلفات

قد يبدو الأمر غريبا للوهلة الأولى، وقد ولا يحتاج لطرح موضوع كهذا. ولكن قبل أن نتسرع في الإجابة دعنا نتتبع أصل المشكلة منذ البداية ثم ليكن بعد ذلك الامر ما يكون. ففي بداية حياة الإنسان على هذه الأرض حيث كانت المجتمعات صغيرة ومحدودة كان الإنسان يتخلص من مخلفاته في نفس المكان الذي يقطنه ٍويعيش فيه، وبالطبع فإن هذه المخلفات التي يتركها الإنسان حوله في هذا المجتمع الصغير كانت تمثل مشكلة، إلا أنها لم تكن مشكلة عويصة نظراُ لأن هذه المجتمعات الصغيرة لا ينتج عنها هذا الكم الضخم من المخلفات ­– كما في عصرنا الحالي- حيث كان يكمن الحل وبمنتهى البساطة في الرحيل من هذا المكان إلى مكان جديد ونظيف!!! ثم سرعان ما تهب الطبيعة الأم لإعادة تدوير هذه المخلفات وتحليلها والتخلص منها لتعيد البيئة إلى ما كانت عليه وبمنتهى السرعة والكفاءة. لذا كانت البيئة كلها أشبه بمحمية طبيعية كبيرة، وكان يمكنها أن تتغلب على ما يعتريها ويؤرقها من ملوثات. ولو توقف الأمر عند هذا الحد لما كانت هناك مشكلة ولما احتجنا لطرح هذا السؤال السابق ولما احتجنا إلى كتابة هذا المقال أصلاُ.   ولكن عندما عرف الإنسان الزراعة والصناعة ...

الرزق الجميل – هل هو المال؟

من منا لا يريد المال ويسعى جاهداً في طلبه؟ ولكن هل الرزق هو المال فقط أم هناك أرزاق أخرى؟ هل نمتلك أجمل الأرزاق التي تنفع النفس والأبناء في الدنيا والآخرة؟ خلقنا الله جميعا من نفس واحدة وقسم الرزق على عباده، فالله يكتب للإنسان رزقه وهو في بطن أمه ومنذ ذلك الوقت، اعلم انه لن يستطيع أحد أخذه أو سلبه منك. وعلى الرغم من وضوح النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة عن الرزق، إلا أن الأنسان دائما ما يشغله المال اعتقادا منه بأن رزقه ينحصر في شيء واحد فقط وهو المال، فالمال من الأرزاق التي أعطاها الله للإنسان ولكنه ليس كل شيء. ما هو الرزق الجميل؟ وقد لخص ابن الجوزي رحمه الله ذلك في قوله: فلا تجعلوا فهمكم للزرق يتوقف عند حدود المال والبنين، بل إن أجمل الأرزاق سكينة الروح ونور العقل وصفاء القلب وسلامة الفكر، وإن من أجمل الأرزاق دعوة أم، ورضا أب، وصحبة طيبة. الحقيقة إن قول رسول الله صلي الله عليه وسلم جمع هذه الكلمات وأكثر منها في قول بليغ "من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". الغالبية منا يسعى لطلب المال، ...